الخاجية رمز للهيبة والوقار

عباءة الرجل ..... رمز للهيبة والوقار

عرفت علاقة العربي بفرسه منذ القديم حتى اخذ يتغزل بهذه العلاقة وينظم القصائد وهي لاتزال إلى ألان من الإبداعات الأدبية الخالدة وللرجل علاقة أخرى حميمية لاتقل أهمية عن علاقته بفرسه ألا وهي علاقته بعباءته ،فان للعباءة مكانة كبيرة عند العرب منذ أقدم العصور فهي تقيه برد الشتاء وحرارة شمس الصيف المحرقة ورغم تطور الحياة بقيت العباءة رمزاً للهيبة والوقار لعدد كبير من الرجال ،وكذلك تعتبر العباءة ولاتزال من أثمن الهدايا التي تقدم للأمراء والقضاة ووجهاء العشائر ورجال الدين .

وللتعرف أكثر عن عباءة الرجل زارت "esyria" بتاريخ 8/5/ 2010الحاج "احمد الفريح" في محله المخصص لبيع العباءات والكلابيات في مدينة "ديرا لزور " والذي حدثنا قائلاً:«تعتبر العباءة الرجالية أو مايسمى "الخاجية" رمزاً للمفخرة عند الرجل العربي وكذلك رمز للهيبة بالإضافة كونها تقيه البرد والحر ،وصناعة العباءة تمر بعدة مراحل والتي تبدأ عادةً في موسم جز الصوف اومايسمى عند العرب " الكصاص" وتؤخذ الأصواف التي تصلح لعملية الغزل ويفضل صوف منطقة الظهر عند الأغنام ، ثم تغسل بشكل جيد وتترك حتى تجف تماماً، وبعدها تجري عملية الغزل وهي تحويل الأصواف إلى خيطان . وبعد إتمام عملية الغزل المطلوبة ترسل إلى الحايك ليحول هذه الخيطان إلى قطع من القماش ومن ثم ترسل إلى الخياطين حيث تخاط العباءة ولكن بدون أكمام بل تحوي على فتحات متجهة باتجاه الأسفل وبعدها تحرر والتحرير هو خياطة العباءة وتطريزها بخيوط خاصة من البريسم أو النايلون وتكون من نفس لون العباءة.
وهناك نوع أخر من الخياطة يسمى "الكليتون" وهو خياطة العباءة بخيط خاص يكون لونه "اصفر" يختلف عن لونها وهو لون ذهبي يختاره البعض لإظهار جمالية التطريز وحسبالذوق وهنا تصبح العباءة جاهز للاستخدام .

وللعباءة العربية عدة أنواع منها :الصيفي اومايسمى بالشالة اوالشالية ،وهي خفيفة وتستخدم في فصل الصيف حصراً تتدرج ألوانها من الأصفر إلى الأبيض أي الألوان التي تعكس أشعة الشمس ،وكذلك الشتوي وهي مصنوعة من وبر الجمال وتسمى الوبرية .

وأشهر العباءات الخاجية أو مايسمى " النجفية " والمصنوعة في مدينة النجف في العراق ،وأيضا الحساوية وهي مصنوعة في مدينة "الإحساء " في المملكة العربية السعودية ، وكذلك الشامية والمصنوعة في سوق مدحت باشا في مدينة " دمشق".

وللعباءة قدسية كبيرة عند العرب في القديم ،حيث عرف عن العرب قديماً وعندما يحدث نزاع عشائري وتقوم كل قبيلة بأخذ استعداداتها لبدء معركة دامية مع الطرف الأخر قد تؤدي إلى مقتل العشرات ،فإن هذا النزاع يتوقف فوراً عندما يقوم احد الوجهاء بإلقاء عباءته بين الطرفين عندها تسكن النفوس الغاضبة ويصار إلى الحوار .

كذلك عرف عن العرب انه عندما كان يضام احد أفراد القبيلة فأنه يذهب إلى شيخ القبيلة أو احد الوجهاء ويعقد عباءته ،عندها يصبح هذا الرجل في حماية الشيخ إلا إن يأخذ له حقه .

وكان رسول الأمة "محمد" عليه الصلاة والسلام يرتدي العباءة اومايسمى "البردة "، وكذلك عندما جاء رسول كسرى إلى أمير المؤمنين "عمربن الخطاب" رضي الله عنه ووجده نائماً على عباءته "بردته" حيث قال قولته المشهورة

فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملاً ......... ببردةٍ كاد طول العهد يبليها

أمنت لما أقمت العدل بينهم ............. فنمت فيهم قرير العين هانيا ».

[color=blue]مشكور الأخ عكلة على الموضوع الطيب و جزاك الله خيرا يا طيب[/color]