الثأر

(بسم الله الرحمن الرحيم)
في يومن من الأيام كان عمر في المقهى إنكمش حينما كان يستمع إلى حكايات الرواد في المقهى عن بطولات شبابها الذين

ثأروا لقتلاهم عبر تاريخ القرية الطويل والذين حملو السلاح وأطلقوا الرصاص على القتلة بلا تردد..وكان

يعلم كغيره أن تلك البطولة الزائفة قد كلفت أصحابها الكثير وكان يعلم أن الثأرقد حرم القرية شبابها على مر الزمن ..

إلا أنه كان يشعر بالخزي والعار.ز كان محروما من البطولةومن الثأر لم يكن في عائلته ثأر يسعى خلفه والأخذ به وكم كان

يحلم عمر بأن يثأر لأحد من أي شيء حتى يوضع إسمه في سجل الأبطال وتتحدث القرية عنه في المقهى والمجالس

الخاصة لا بد له من ثأروفجأة برزت في رأسه فكرة تذكر والده المشلول هاو هو الثأر إنه يتذكر في طفولته أن أباه كان معافا

ثم إنطلقت رصاصة من بندقية وأصابت العمود الفقري ومن يومها وأباه مشلول سيثأر له هذا الثأر نهض عمر من مقعده

وأرتفعت هامته وهو يتجه إلى منزل أبيه ويحمل بندقية التي دفع ثمنها عشرة دنانير من أرضه ثم إتجه إلى منزل

أبيه يريد أن يعرف من أصاب والده بالشللودخل البيت وعيناه تبرقان حتى توجست أمه خيفة فسألته وصوتها يرتجف :عم تبحث

يا عمر . إتجه إليها في غضب وقال:عن الثأر يا أمي. سألته:أي ثأر ليس لنا أية ثأر.هتف قائلا:ثأر أبي .رددت بدهشه وحيره:

ثأر أبيك ولكن أبيك حي. صاح في حدة:سأقتل من أصابه بالشلل. إنقبض قلبها خوفا وقالت : إهدأ يا بني هذا أمر قديم ووالدك لم يطلب ثأر.

صاح :ولكنني أطلب الثأر .إنكمشت رعبا وقالت :يا ولديمن فعل هذا بوالدك لم يكن قاصدا كان يعبث بالبندقية فأنطلق منها رصاصة خطأ و...

قاطعها:سيدفع الثمن . إزدادت رعبا وقالت: لا أحد يطلب الثأر. هتف بقسوة:أخبريني من فعلها وأقسم أن أقتله حتى لو كان .. حتى لو كان ..

صمت لحظة ثم قال في وحشية: حتى لو أنت . إنكمشت في رعب هائل وقالت وهي تبكي بغزارة:لم يكن ذلك عمدا أقسم لك

أمسك معصمها وهتف في قوة:من فعلها أخبريني. إنحنت أمامه وقالت لا تفعلها يا ولدي. صرخ: من فعلها .. ثم إتسعت عيناه

وهو يستطرد: أأنت فعلتها . هتفت في هلع:لا .ثم عادت تبكي بغزارة وقالت: إنه أنت .

ومن بعدها لم يجلس عمر في نقهى أبدا أو يبحث عن ثأر

تسلم يمينك قصة مؤثرة جدا مليئة العبر ياليت كل انسان يفكر بعاقبة تصرفو
تقبل مروري مع التحية