تكريم الإسلام للمرأة
للإسلام فضل على المرأة العربيّة إذْ كرّمها وأعتقها من مظاهرَ كثيرةٍ من الاستعباد، كما حرّرها من كثير من المظاهر البالية التي كان المجتمع الجاهليّ يفرضها عليها فرْضاً صارماً، فكان بذلك يعاقبُها عقاباً يجعلها في مرتبة واحدة مع الحيوان، حين كانت تدخل في حِداد، وهو المصطلح الذي أُطلِقَ عليه في الفقه الإسلاميّ “العِدَّة”. والحقّ أنّ الحِداد دأبٌ عالَميّ مفروض على المرأة حين يُتوفَّى عنها بعلُها، وأكثر ما يكون بارتداء الملابس السّودِ لدى الْمُحِدّاتِ علامةً على فِقدان قريب أو حبيب،
ونتوقّف اليوم عند مظهر كان شائعاً في المجتمع الجاهليّ،
حيث كانت المرأة العربيّة هي التي تتحمّل تبِعاتِه، وتتجشّم نتائجه؛ فقد كانت هذه المرأة، في عهد ما قبل الإسلام،
إذا تُوُفِّيَ عنها بعلُها تُحِدُّ عليه حولاً كاملاً بحيث تلبَس شرَّ ثيابها، ولا تمسُّ طِيباً، ولا تغتسل بماء، ولا تقلم أظافرَها، ولا تمشط شعرها، بلْ تسرّحه وتعطّره تعطيراً.
فالمرأة العربيّة في الجاهليّة المتوفَّى عنها بعلُها لم يكن المجتمع يكترث بما أصابها من مصيبة في فِقْدانه، ولكنّه كان يقسو عليها حين تقع في تلك المصيبة فتتعرّض للتبشيع والتوسيخ وإهمال جسدها حتّى إذْ لم يكن من حقّها أن تُعْنَى بشيء من تنظيف جسمِها، ولا غسْل ملابسِها،
** كانت في بعض القبائل إن لم يكن أكثرها - تُوَرّث كسائر الأموال الموروثة عن الميت - لعمها .لابنها فهي متاع مشاع ؟؟
** ولمهانتها عند بعض القبائل وخوفاً عليها من العار خصوصا
في الحروب ، نهباً أو سلباً - كانت ( توأد ) أي تدفن وهي حية .."وإذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت "
**كانت تُمنع من المهر وتُعْضَل ..
** بالإضافة إلى تقيييد حريتها ... وهذا في مجمل القبائل ..
فماذا أحدث الإسلام ؟؟؟
أحدث نقلة نوعية وصيحة صارخة ملأت أطباق الكون
ووقف لها المؤرخون والعظماء والمصلحون وقفة إكبار
وإجلال لروعة الإسلام ..
حيث نقلها بالحقوق والواجبات إلى مصافّ الرجال ..
وجعل لها :
- حق في الميراث - حق في حرية العقيدة في العبادة -
في الشورى -
في اختيار الزوج قبوله أورفضه . فكان لها حقوقها
المالية والتجارية وغيرها .. وكسرت مقولة :
( البنت لابن عمها ) وكلنا يعرف قصة الفتاةالتي
رفضت زواجها من ابن عم لها حينما أراد بوها
تزويجها لابن أخيه - فشكت ذلك للنبي واعتبره باطلا ما لم ترضّ .
-ولمكانتها كانت تجلس مع أعظم قائد عرفته البشرية - تطالب بحقوقها - وتبدي وجهة نظرها -
بل ويـُلبى نداؤها من فوق سبع سماوات "" قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما....""
وخرّج الإسلام عالمات - ومجاهدات كخولة بنت الأزور وغيرها - وأديبات وشاعرات - ونظرة أخرى ترينا مكانة المرأة
وعظمتها وإكرام الله لها من خلال :
* وصايا الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم
( ما أكرمهن إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم )
*وها هو يقول
من ابتُلي من هذه البنات بشيء –
فأحسن إليهنَّ - كُنَّ له سِتراً من النار) .
* استشارة الرسول لزوجاته والأخذ بالرأي الصائب
من الأدلة بمكان على دورهن القيادي في المجتمع .
كما حدث مع أم المؤمنين " أم سلمة رضي الله عنها في صلح الحيبية - حينما جاء النبي معتمراً فردته قريش -
وأمر أصحابه بالتحلل - فلم يستجيبوا فخاف عليهم النبي من العقوبة التي قد تحل بهم ما لم يأتمروا فدخل على
زوجته أم سلمة قائلا :... هلك المسلمون ...... فأمرته أن يجلس أمامهم ويأتي بالحلاق فيروه قد تحلل فيتحللوا
وهذا ما جرى ...باستشارة إمرأة أنقذت كارثة عظيمة كادت أن تهز المسلمين بعصيانهم لرسولهم .
**ودورنا اليوم - يأتي بالفهم الدقيق والعلم العميق أن نحيي ديننا بتطبيقه ونحاور الطرف الآخر أي طرف سيما نصفنا الثاني بروح إيمانية فياضة تنبثق من الحب والولاء لهذا الدين وتعود إليه ... لتأتي لنا الصدارة من جديد بإذن الله ...