مواسم يجب اغتنامها قبل فوات الأوان

للتجار مواسمهم - وللمؤمنين مواسمهم
ولكلا الطرفين أيام وليال
يحرصون عليها لنيل هذه المكاسب

وشتان بين طلاب الآخرة - وطلاب الدنيا

فالمؤمنون ينظرون إلى الدنيا على أنها مزرعةللآخرة
فيزرعون هنا ليحصدوا هناك - وغيرهم يرى أن الدنيا
هي الغاية فيتكالب عليها وينسى الحياة الأبدية في الآخرة

ولما كانت أعمار هذه الأمة قصيرة فقد جعل الله للمؤمنين مواسم إيمانية أمرهم باغتنامها وأمرهم بالتعرض لها

ورصدها ليحصلوا على مزيد من الثواب
" ألا أن لله في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها "

ومن هذه الأيام :

يوم الجمعة - أيام شهر رمضان المبارك -

يوم العاشر من محرم -

" ويوم عرفة "
وهو اليوم المشهود

وفتح الله به باب الخير لعباده، وهو من أعظم أيام
العشر التي يضاعف فيها ثواب العمل الصالح .
وقد أشار النبي إلى هذه الأيام وأن أفضل أيام الدنيا أيام العشر، وقد رغب صلى الله عليه وسلم في اغتنامها بما ينفعنا
في الدنيا والآخرة، فقال “ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر فاكثروا
فيهن من التهليل والتكبير والتحميد” ""عن الإمام أحمد""

وفي رواية البخاري ""

ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام
" يعني : أيام العشر.
قالواولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : " ولا الجهاد في سبيل الله
إلا خرج بنفسه وماله ، ثم لم يرجع من ذلك بشيء "

وكان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر اجتهد
اجتهاداً شديداً حتى ما يكاد يقدر عليه،
وفي هذا اليوم العظيم يتجلى الله على عباده فيستجيب لهم الدعاء ويغفر لهم الذنوب ويعتقهم من النار
قال صلى الله عليه وسلم “ما من يوم أكثر من أن يعتق
الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة” .

ومن عظم فضل الله علينا أنه سبحانه شملنا جميعاً من كان في الحج ومن لم يكن في الحج ببركات هذا اليوم العظيم،
فقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم الجزاء العظيم في هذا اليوم المبارك لغير الحجاج فقال
“صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده”،

فيوم يكفر الله به سنتين لا شك انه يوم عظيم .

""]فلنكثر من التهليل - والتكبير
والتحميد - والدعاء """