قال عرقوب لأخيه : "
إذا أطلعت هذه النخلة... فلك طلعها " .
فلما أطلعت... أتاه أخوه ...
فقال له عرقوب : " دعها... حتى تصير بلحا "
فلما أبلحت... أتاه أخوه ...
فقالله عرقوب: "دعها... حتى تصير زهوا "
فلما زهت... أتاه أخوه ...
فقال له عرقوب: " دعها...حتى تصير رطبا "
فلما أرطبت... أتاه أخوه ...
فقال له عرقوب: " دعها ...حتى تصير تمرا "
فلما أتمرت ...عمد إليها عرقوب ليلا... فجدها... ولم يعط أخاه شيئا..
فأصبح موعودعرقوب... مثلا...
قال الأشجعي:
وعدت وكان الخلف منك سجية...مواعيد عرقوب أخاه بيثرب...
******
جاء في كتاب (قصص العرب)
[b]
كان للنعمان بن ثواب العبدي بنون ثلاثة:
سعد وسعيد وساعدة. وكان ذا شرف وحكمة,
يوصي بنيه ويحملهم على ادبه.
أما أبنه سعد فكان شجاعاً بطلاً من شياطين العرب,
ولم تفته طلبته قط, ولم يفِرّ عن قرن.
وأما سعيد فكان يشبه أباه في شرفه وسودده.
وأما ساعدة فكان صاحب شراب وندامى وإخوان.
فلما رأى الشيخ حال بنيه دعاهم كلٍ على حده
وأوصاهم بما يناسب توجهاتهم.
وقال لابنه سعيد وكان جواداً : يابني لا يبخل الجواد
فابذل الطارف والتلاد وأقلل التلاح ( التشائم),
تذكر عند السماح, وابلُ إخوانك ,
فإن وفيّهم قليل, واصنع المعروف عند محتمله.....
ثم أن أباهم النعمان توفي . فقال أبنه سعيد..
وكان جواداً سيداً: لآخذن بوصية أبي,
ولأبْلُوَنّ إخواني وثقاتي. فعمد إلى كبش فذبحه,
ثم وضعه في ناحيه من خبائه وغشاه ثوبا,
ثم دعا بعض ثقاته, فقال: يافلان إن أخاك من وفى لك بعهده,
وحاطك برفده, ونصرك بوده,قال: صدقت. فهل حدث أمر؟
قال: نعم. إني قتلت فلاناً, وهو الذي تراه في ناحية الخباء,
ولا بد من التعاون عليه حتى يوارى..فما عندك؟
قال: يالها سوأة وقعت فيها.
قال: إني أريد ان تعينني عليه حتى أغيبه.
قال: لست لك في هذا بصاحب.وتركه وخرج.
فبعث إلى آخر من ثقاته. فأخبره بذلك. وسأله معونته.
فرد عليه مثل ذلك. حتى بعث إلى عدد منهم.
كلّهم يرد عليه مثل جواب الأول....
ثم بعث إلى رجل من إخوانه يقال له خزيم بن نوفل,
فلما أتاه , قال له : يا خزيم, مالي عندك؟
قال ما يسرك, وما ذاك ؟ قال: إني قتلت فلاناً,
وهو الذي تراه مسجى
قال: أيسر خطب. فماذا تريد؟
قال: أريد أن تعينني حتى أغيبه.
قال: هان ما فزعت فيه إلى أخيك.
وكان غلام لسعيد قائماً بينهما, فقال خزيم:
هل إطّلع على هذا الأمر أحدٌ غير غلامك هذا؟
قال: لا. قال أنظر ما تقول. قال:ما قلت إلا حقا.
فأهوى خزيم إلى الغلام, فضربه بالسيف فقتله,
وقال: ليس عبدٌ بأخٍ لك. فارتاع سعيد وفزع لقتل غلامه.
وقال ويحك. ماصنعت؟ وجعل يلومه. فقال خزيم:
إن أخاك من واساك.قال سعيد: فإني أردت تجربتك.
ثم كشف له عن الكبش,
وخبّره بما لقي من إخوانه وثقاته,
وما ردّوا به عليه. فقال خزيم:
سبق السيف العذل (اللوم) ..
فذهب مثلاً ..
وقيل سبب المثل
وأول من قال ها المثل هو ضبه بن أد المضُري ,وامن له ابنان أحدهما سعد واسم الآخر سعيد فحدث أن إبلاً لضَبٌه نفرت في أثناء الليل ,فأرسل ابنيه في طلبها,فوجدها سعد فاحتاشها وردها,ومضى سعيد يبحث عنها في طريق آخر.فلقيه الحارث بن كعب وكان سعيد بُردان ,فسأله الحارث أن إياهما فأبى سعيد فقتله وأخذهما.وكان ضَبه قد افتقد ابنيه ,فكان إذا رأى في الليل سواداً قال:
أسعد أم سعيد, فذهب وله مثلا.
ومكث ضَبٌه ذلك مده من الزمان .ثم حج فلما وافى عكاظ لَقي بها الحارث كعب قاتل ابنه ولم يكن يعرفه.ولكنه رأى عليه بردى ابنه سعيد فعرفها ,فقال له:هل أنت مخبري ما هذان البُردان ؟فقد أعجبني منظرهما
قال :لقيت غلاما وهما عليه فسألته إياهما ,فأبى فقتلته وأخذتهما .فقال له: أبسيفك هذا ؟
قال:نعم
قال:ألا تريني إياه فإني أظنه صارماً.فأعطاه إياه فلما أخذه هزٌه وقال :إن الحديث ذو شجون.فذهب قوله هذا مثلا.
ثم ضربه به فقتله .فقيل له:يا ضَبٌه أتقتل في الشهر الحرام؟
فقال:سبق السيف العذل.
وذُكر في هذا المثل قولان .ثانيها:
هي أن اول من قال ((سبق السيف العذل))
هو ضمض مبن عمرو اللخمي وكان يهوى إمرأه فطلبها بكل حيله فأبت عليه.وطلبها عزيز بن عُبيد بن ضمضمة فآتته وتأبت على ضمضم وكان ضمضم من أشد قومه بأسا فاغتلظ لذلك,وانطلق ليله من الليالي وهو متقلد سيفه حتى صار بمكان إذا اجتمعا ولايريانه
فلما نام الناس وطال هدوء ضمضم إذا العزيز قد أقبل على فرسه وهو يقول
أما تواتيني وتأبى بنفسها...........على ضمضم تَعساً ورغماً لِضَمضَم
وضمضم يسمع.فنزل العزيز وربط بفرسه وعمدَ إلى ناحية خبائها فصدح صدوح الها وكان ذلك آية بينها فخرجت إليه وضمضم ينظر .
فلٌما رآها معه مشي إليها وهو يقول
سَتعلم أني لست أعشق مُبغضا ............. فكان بنا عنها وعنك عزاء
وهجم على العزيز وقتله,فعلم القوم بمافعل ضمضم فأخذوه وعرضوه للقتل يلومونه على قتل ابن عمه فكان يقول:
سبق السيف العذل.
ويطلق على كل أمر أريد تحقيقه ولكن لحكمة ما جاء بغير ما أريد له
[/b]