ان الكثيرون لا يعرفون قيمة المرأة انها لعظيمة ! ضع نفسك في مكانها ليوم واحد وسوفىء تجد الاجابة ؟؟؟

إنها قرى ريفنا السوري الجميل المتناثر على امتداد الوطن حيث تظهر لك من خلف الأفق اللانهائي حالمة ساحرة ببيوتها وحقولها وتبكير سكانها الى عملهم بنشاط وهمة عالية يعمل سكان القرية كما هو معلوم في شتى أنواع العمل واهمها الزراعة وتربية الحيوانات عمل طويل متواصل وشاق وعماد هذا العمل واساسه المرأة الريفية المعطاءة , فكيف تكون صورة القرية وحالها لولا ماتقوم به المرأة من جهد , فهي أم وزوجة واخت وبنت تعمل مع الرجل جنباً الى جنب في جميع أنواع العمل الزراعي كما أن لها الدور الهام في تربية المواشي , هي طاقة مذهلة تتصاعد هذه الطاقة مع شدة العمل وضرورته كأنها عنوان الانتصار في المعركة .

المرأة في الريف هي أول من يستيقظ صباحاً تشق سكون الليل وصمته قبل أن تشق الشمس ظلامه فلابد ان تقوم بعملها قبل الجميع ثم ترافق الأسرة الى العمل فهي تعمل دون كلل أو ملل كانها جرار جبار يشق صدر الأرض دون هوادة لتساهم مع الأسرة في الحصول على قوتها ومتطلبات الحياة اللامتناهية , تعمل في أيام المواسم صباحاً ومساء الى جانب أعمال البيت الكثيرة ورعاية الأطفال وخدمة أفراد الأسرة وبعد المساء تتابع إنجاز كل عمل يلزم أن تقوم به ويخلد الجميع الى النوم بعد يوم عمل طويل ومتعب إلا هي لم يحن موعد نومها بل تواصل العمل بالعمل .‏

نعم هي أول من يستيقظ وآخر من ينام هكذا حياة المرأة في الريف غالباً لأنها تدرك أن عرف الإنسانية أقوى من الأوامر , إنها تتنطر فداحة الجرم لتهنأ بشرف العمل وطيب العيش وكأنها رمت نفسها بسهمها , كيف لا ومن الحكايا لأمهات سبقن هذا الجيل بأن أماً وضعت وليدها وهي تحصد أو وهي تجني القطن أو وهي تحتطب فلا عادت بطفلها دون حزمة الحطب بل عادت بالإثنين معاً كانهما توأم الطفل في صدرها والحزمة على ظهرها فالمرأة جديرة وتستحق أن تحترم ويخفف عنها من الأعباء ما أمكن .‏

وننقل هنا معاناة المرأة في قرية حاوي قطعة البوليل الواقعة على طريق عام ديرالزور الميادين حيث تبعد عن مدينة دير الزور 25 كم تقريباً .‏

تفتقر هذه القرية لمركز صحي يقدم الرعاية الصحية لأسرها التي يزيد عددها على 400 أسرة ورغم الكثير من الطلبات بإحداث ولو نقطة طبية يكون الرد من مديرية الصحة بأنه يود مركز صحي في قطعة البوليل , دون مراعاة الصعوبة البالغة لأن هذه القرية تبعد عن القرية الأم مسافة 7 كم إضافة لإنتشار القرية 2كم غرباً ومثلها شرقاً لتكون المسافة 9 كم والمسافة المقطوعة من السكن ولا تسلك الطريق سيارات نقل عدا السيارة العابرة والنادرة فيلزم الأم وقتاً طويلاً ذهاباً وإياباً ووقوف على قارعة الطريق زمناً يكفي المسافر للوصول الى دمشق ويهدر الوقت على حساب عملها ورعاية أطفالها وخدمة أسرتها , كل هذا يحدث لتؤمن اللقاح لأحد أطفالها يدفعها الى هذه التضحية حبها ورحمة أودعها الله تعالى في قلبها , وكم حدت من المآسي لغياب الأم هذا الوقت الطويل لتجد ماتجد لأن طفلها الذي تركته في البيت قد سقط في ساقية ماء تمر بجوار المنزل أو سقط في قدر حليب أنزلته من الموقد قبيل المغادرة أو شرب أحدم مادة سامة كمادة نفطية مثلاً .‏

فهل هي محكومة بأن تعرض أطفالها لمثل هذا أو ذاك او تهمل رعايتهم الصحية أو ترك لقاح مقرر أو تأخيره ؟‏

فإلى من يهمه الأمر بأن ينظر الى معاناة سكان هذه القرية وصعوبة ماتقدم والعمل على إيجاد الحل المناسب بما يرضي الله والضمير لا أن يكون متمرس ومتمترس خلف الصعوبات دون حلها .‏

طبعا منقول ولكنه يصف احدى معانة المرأة المرة

ارجو نقل الموضوع الى منتدى مشاكل القرية الخدمية او احوال القرية
وشكرررررررررررررررررا