وصية بركات الشريف لابنه مالك

يا مرقبٍ بالصبـح نطيـت عاليـك ***مـا واحـدٍ قبلـي خبرتـه تعـلاك
وليت ياذا الدهـر ماكثـر بلاويـك ***الله يزودنـا السلامـة مـن اتـلاك
ياللي على العربان عمت شكاويـك ***ولّيت يا دهـر الشقـا ولّ مقـواك
واليـوم هالكانـون غـادٍ شبابيـك ***تلعب به الارياح مـن كـل شبـاك
يا مالك اسمع جابتي يـوم اوصيـك ***وأعرف ترى يابوك بآمرك وانهـاك
وصيـة مـن والـدٍ طامـعٍ فيـك ***تسبق على الساقه لسانـه لعليـاك
أوصيك بالتقوى عسـى الله يهديـك ***لهـا وتدركهـا بتوفيـق مــولاك
الله بـرب أجـدادك الغـر يعطيـك ***مرضاته و مع ما تمنى من إمنـاك
إحفظ دبشك اللي عن الناس مغنيـك ***اللي ليا بـأن الخلـل فيـك يرفـاك
وإعرف ترى مكة ولاهـا بناخيـك ***لو تطلبه خمسة دواويـن معطـاك
إجعل دروب المرجله مـن معانيـك ***وإحذر تميّل عـن درجهـا بمرقـاك
لا تنسدح عنهـا وتبغانـي اعطيـك ***جميع ما يكفيـك مـا حاصـلٍ ذاك
أدب ولدك إن كـان تبغـاه يشفيـك ***لو ضاقـت إمـة لا تخليـه يـالاك
إما سمج واستسمجك عنـد شانيـك ***ويفر من فعله صديقـك وشـرواك
والا بعد جهلـه تـرا هـو بياذيـك ***لو زعلـت أمـة لا تخليـه يـا لاك
وإحذر تضيّع كل من هو ذخر فيـك ***معروف لا تسـاه واوفـه بعرفـاك
ترى الصنايع بين الاجـواد تشريـك ***إليـا طمعـت بغرسهـا لا تعـداك
واحذر سرور بغبة البحـر يرميـك ***ولا عنده افلس من تشكيك وأبكـاك
وأوف الرجال حقوقها قبـل تاتيـك ***لا توفيـه بالهـرج فالحـق يقفـاك
وهرج النميمة والقفا لا يجـي فيـك ***وأياك عرض الغافـل أيـاي وأيـاك
تبدي حديـثٍ للمـلا فيـه تشكيـك ***وتهيم عند الناس بالكـذب واشـراك
واليا نويـت إحـذر تعلـم بطاريـك ***كم واحدٍ تبغي منه عـرف وأغـواك
وأحذر شماتت صاحبٍ لك مصافيـك ***وليا جرالـك جـاري قـال لـو لاك
ولا تحسـب أن الله قطـوع يخليـك ***ولا تفرح إن الله على النـاس بـداك
الضيف قدم له هـلا حيـن يلفيـك ***ومما تطوله يافتـى الجـود يمنـاك
إحذر تلقي الضيف مقـرن علابيـك ***خلّه محبٍ لـك صديـقٍ ليـا جـاك
ووصيك زلات الرفيق أن عثا فيـك ***ما زال يغطاها الشعر فاحتمـل ذاك
راعه ولو ما شفـت إنـه مراعيـك ***عساك تكسر نيتـه عـن معـاداك
وإحذر عدوك لو ظهر لك مصافيـك ***خلك نبيه وراقبه ويـن مـا جـاك
لا تامنه واطلـب مـن الله ينجيـك ***ويكفيـك ربـك شــر ذولا وذولاك
شفني أنا يا بـوك بآمـرك وانهيـك ***عن التعرض بين الاثنيـن حـذراك
إذا حضـرت اطلابـةٍ بـه شرابيـك ***اسعى لهم بالصلح والـلاش يفـداك
ابذل لهـم بالطيـب ربـك ينجيـك ***ولا تجضع الميزان مـع ذا ولا ذاك
أما الشهاده فأدهـا إن دعـوا فيـك ***بين عمود الدين لا عميـت أريـاك
بالك تماشـي واحـدٍ لـك يردّيـك ***طالع بني جنسـك وفكـر بممشـاك
رافق أصيل فـي زمانـك يشاكيـك ***لا شاف خلاتك عن النـاس غطـاك
وحذراك عن طرد المقفـي حذاريـك ***عليـك بالمقبـل وتركـك معـداك
ثم إلعن الشيطـان حـذراك يغويـك ***تـرى أن تبعتـه للشرابـيـك وداك
وأوصل ولا تشكـي علينـا بلاويـك ***انت السبب اطرفت عينـك بيمنـاك
وإعرف ترى اللي واطي الفهرو اطيك ***ولا أنت أعز من الجماعة هـذولاك
ألمسك يا راسي من الذل وأخطيـك ***وأحـذر تكلـم يالسانـي وحـذراك
وألطف بجارك قوم من دون عانيـك ***وافطن لما يعنيك عن ربعة اخـواك
ياذيب وإن جتك الغنم فـي مفاليـك ***فأكمن لهـا ليـن الرعايـا تعـداك
فيما مضى يا ذيب تفـرس بياديـك ***واليوم جاء ذيبٍ عن الفرس عـداك
ياذيب عاهدني وعاهـدك مارميـك ***مرميك أنا ياذيب لـو زان مرمـاك
والنفس خالف رايهـا قبـل ترميـك ***ترى لها الشيطان يرمـي بإهـلاك
ومن بعد ذا لا تصاحب النذل يعديـك ***عن صحبة الانذال يابـوك حـذراك
والهقوة انك ما تجـي دون أهاليـك ***ولا ظن عود الـورد يثمـر بتمبـاك
الحر مثلك يستحي يصحـب الديـك ***وإن صاحبه عاعا مععـات الاديـاك
لا تستمع قول الطرف يـوم يلقيـك ***بالكذب يقضي حاجته كـل ماجـاك
من نم لك نم بك ولا فيـه تشكيـك ***وأليـاه قـد زرى رفيـقـك وزراك
عندك حكا فينا وعنـدي حكـا فيـك ***وأصبحت كارهنـا وحنـا كرهنـاك
ما خطاك ما صابك ولو كان راميـك ***واللي مصيبك لـو تتقيـت مخطـاك
مير استمع مني عسـى الله يهديـك ***أنصحك يا ما لـك لـك الله مـولاك
عنـدي مظنـه مـا تمثلتهـا فيـك ***واطلب لك التوفيق من عند مـولاك

الشريف بركات

صح لسان الشاعر وتسلم يمين الناقل اتذكر مقولة اخونا اياد السخني (المتميز لا ينقل الا المتميز)
مشكور عالموضوع القيم تقبل مروري السريع مع التحية

سلمت ابو صالح واغنيت المنتدى انت والشباب والله انني افرح من كل قلبيي عندما اقراء كل مشاركة او رد فما اتمنى ان نكون كلنا رجل واحد وبكم يحلى المنتدى

ابو صالح المحترم /
تعقيباً على وصية الشريف فقد كانت بحق رائعة واسمح لي أن أستنبط منها بعض التوجيهات التربوية التي لا غنى عنها ونحتاجها باستمرار
القصيدة تضمنت التوجيهات التالية
تقوى الله " أوصيك بالتقوى عسـى الله يهديـك - وهي ثمرة إقبال على الله تعالى ومراقبته ويكفي أنّ من تحقق بها كان الله معه " إنّ الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون
المحافظة على المال والعناية به وعدم إنفاقه بطرق غير مشروعة سواء أكان هذا المال غنماً أو إبلاً وسماه " دبش أي الحلال ومعروف أنّ عزّ الدنيا بالمال وعز الآخرة بالأعمال وانظر إلى وصيته حيث قال "
إحفظ دبشك اللي عن الناس مغنيـك
البعد عن النميمة وما شاكلها كالغيبة
ذلك أن الإسلام حرص كل الحرص على صفاء المجتمعات ونقائها بحيث تخلو القلوب من الأكدار والرعونات والأمراض كالرياء والسمعة والغيبة والنميمة التي تمزق أواصر المحبة بين أفراد الأسرة والمجتمع وتفتك بهم ليبقى المجتمع وتبقى الأسرة ضحية هذه الأمراض فتضعف روابطها وتنحط قيمها وقد حذر من ذلك نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم عندما ذكر فساد ذات البين عن طريق المروجين للغيبة والنميمة " إنها الحالقة ، لاأقول حالقة الشعر ولكن حالقة الدين
وأصحاب هذا الخلق مرضى مزمنون وإن لبسوا العافية ظاهراً فهم كالسوس الذي ينخر في أمهات الشجر ودافع أولئك الحقد والحسد الذي فتك بهم ، يقابلونك ويبتسمون بوجهك ويرحبون بك ثم يطعنوك من الخلف بالتهامات الباطلة وتلويث سمعتك لا لشيىء إلا إرضاء لضمائرهم المريضة وقلوبهم الملوثة
من نم لك نم بك ولا فيـه تشكيـك......
وهرج النميمة والقفا لا يجي فيك

ثم أوصى بصحبة الأخيار فالصاحب ساحب إذا كنت في قومٍ فصاحب خيارهم ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي - فالصحبة الصالحة ترياق مجرب وبلسم شافٍ
رافق أصيل فـي زمانـك يشاكيـك

ثم أوصى بالجار وعدم إيذاءه وقد قالت العرب في مثلها الشعبي " الجار ولو جار
وقال نبينا صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جاره وإيذاء الجار يحبط الأعمال الصالحة وقد ذكر الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين امرأة كانت تقوم الليل وتصوم النهار فقال عنها إنها في النار لأنها تؤذي جارها
وألطف بجارك قوم من دون عانيـك
ثم التغافل عن زلات الصديق فالرجال مهما علَوا وارتقوا هم بشر يخطئون ويصيبون والكمال لله وحده - يقول أحدهم : إذا كنت في كل الأمور معاتباً صديقك لم تلقَ الذي لا تعاتبه فالصديق المخلص من يتغافل عن زلات صديقه غير المقصودة
الحذر من شماتة الصديق : ربنا ولا تشمت بنا عدوا ولا حاسدا
أن يكون المؤمن عادلاً محقاً يقول كلمة الحق ولو على نفسه
الدعوة إلى إكرام الضيف وهي من الخصال النبيلة والصفات الحميدة وبها يتافس المنتافسون وبها افتخر الطائيون وفيها دلالات لطيفة من وحي النبوة " أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام
من الوصايا الهادفة في الأبيات - الدعوة إلى مخالفة النفس الأمارة بالسوء والمؤمن بشكل عام والقدوة بشكل خاص عليه أن يسعى إلى تهذيب نفسه ليترقى في مراتب الكمال فيترفع عن الدنايا ويضع بدلها مكارم الأخلاق فينقلب من التخلية إلى التحلية " قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ولا شك أن العاقبة رضوان الله في جنات الخلد " قال تعالى " وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى
ترى الصنايع بين الاجـواد تشريـك وهذه دعوة إلى فعل الخيرات وترك المنكرات
ثم وجهت الوصية الابن إلى التوجه إلى الله والتذلل بين يديه ورفع أكفّ الضراعة إليه حتى تتحقق العبودية له سبحانه وذلك لما للدعاء من أهمية في حياة المؤمن فهو مخ العبادة كما جاء في الأثر وقد أمرنا الباري تعالى بأن ندعوه " ادعوني استجب لكم " إن الله يستحي إذا رفع أحدكم يديه أن يردهما خائبتين " ولأهمية الدعاء وأثره نتعرف على مدلولات هذا الحديث
إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء " وقال في موضع آخر " إن البلاء لينزل وإن الدعاء ليصعد فيتجاولان إلى يوم القيامة
فيالها من وصايارائعة
هذا ما وددت إيضاحه إغناء للمنتدى ودمتم بألف خير """ "
"

أخي المهاجر أنت أكثر المتميزين , شكرا لك.

أبو عبد , الله يجعل أيامك كلها فرح , ومافي أخير من الرفاكة لي كانت القلوب صافية.

السنعوسي , جزاك الله خير على التعليق الثري والتحليل العميق , بصراحة مساهماتك في المنتدى هي درر وعبر , وتفاعلكم معنا يشجعنا للكتابة بالمنتدى أكثر , كثّر الله أمثالك , وأنت الكريم ابن الكرام

ياسيدي إن تراثنا الديني والإجتماعي والأدبي وجوانب كثيرة أخرى لفي منتهى الغنى والثراء في المواعظ والعبر والسير , ولكن العبرة بالتطبيق , نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه.

» قصة توبة مالك بن دينار
» توضيح لابن العم مالك عن الارسان الخمسة للخيول
» وصيه من احد الأمهات لإبنها
» اهمية علم الحديث الشريف
» المصحف الشريف على حاسوبك